خطبة عن حسن الخُلق
هنالك الكثير من الخطب المميزه عن حسن خلق،
والتى منها ما يلي:-
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى جَعَلَ الْأَخْلَاقَ مِنَ الدِّينِ،
وَأَعْلَي بِهَا شَأْنَ الْمُؤْمِنِينَ،
فَرَفَعَ بِمَكَارِمِهَا أَقْوَامًا فَكَانُوا مِنَ الْمُتَّقِينَ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ و َحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ و َرَسُولُهُ صَاحِبُ الْخُلُقِ الْقَوِيمِ،
صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َعَلَي آلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ،
وَعَلَي أَصْحَابِهِ و َمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَي يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ – أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ – بِأَعْظَمِ الْوَصَايَا،
وَهِيَ تَقْوَي اللَّهِ فِى السِّرِّ و َالْعَلَنِ،
فَلَا فَلَاحَ و َلَا صَلَاحَ لِلنَّاسِ إِلَّا بِتَقْوَي اللَّهِ،
فَمَنِ اتَّقَى
اللَّهَ سَعِدَ فِى الدُّنْيَا و َالْآخِرَةِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ و َلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا و َأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
عِبَادَ اللَّهِ: خُطْبَةُ الْيَوْمِ عَنْ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ الْأَنْبِيَاءِ،
وَخُلُقٍ مِنْ أَخْلَاقِ الصَّالِحِينَ الْأَتْقِيَاءِ،
بِهَذِهِ الصِّفَةِ تُنَالُ الدَّرَجَاتُ،
وَتُرْفَعُ
الْمَقَامَاتُ،
خُطْبَتُنَا عَنْ حُسْنِ الْخُلُقِ الَّذِى أَمَرَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ،
فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و َالسَّلَامُ: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ،
وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،
وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَي أَهَمِّيَّةِ حُسْنِ الْخُلُقِ: مَا كَانَ مِنْ دُعَاءِ نَبِيِّكُمْ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ فِى صَلَاتِهِ،
حَيْثُ كَانَ يَقُولُ: «وَاهْدِنِي
لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ،
وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ».
عِبَادَ اللَّهِ: لَقَدِ امْتَدَحَ اللَّهُ و َأَثْنَي عَلَي نَبِيِّكُمْ -صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ- لِكَمَالِ خُلُقِهِ،
فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَي خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
تَقُولُ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- حِينَمَا سُئِلَتْ: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ؟
قَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ».
بِأَبِى هُوَ
وَأُمِّي،
صَلَوَاتُ اللَّهِ و َسَلَامُهُ عَلَيْهِ،
كَانَ قُرْآنًا يَمْشِى عَلَي الْأَرْضِ؛
أَيْ: أَنَّهُ عَمِلَ بِأَخْلَاقِ الْقُرْآنِ،
فَتَمَثَّلَ آدَابَهُ و َامْتَثَلَ أَوَامِرَهُ.
وَكَانَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِى خِدْرِهَا،
وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و َالسَّلَامُ يَقُومُ فِى خِدْمَةِ أَهْلِهِ،
وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ
بِيَدِهِ.
وَمِنْ خُلُقِهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ لَا يُرَي إِلَّا مُبْتَسِمًا،
فَلَمْ يُفَارِقِ الْبَهَاءُ جَبِينَهُ و َلَا النُّورُ طَلْعَتَهُ،
لَمْ يَقْهَرْ يَتِيمًا،
وَلَمْ
يَنْهَرْ مِسْكِينًا،
بَلْ كَانَ بِنَفْسِهِ يَسْعَي فِى خِدْمَةِ الْمُحْتَاجِينَ،
وَيُوَاسِى الْمَنْكُوبِينَ،
وَيَرْحَمُ الْمُسْتَضْعَفِينَ.
وَكَانَ أَكْرَمَ الْخَلْقِ نَفْسًا صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ،
قَالَ جَرِيرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا رَآنِى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ إِلَّا تَبَسَّمَ»،
وَكَانَ مِنْ حُسْنِ خُلُقِهِ -صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ- إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ صَحَابَتِهِ عَادَهُ،
وَإِنِ افْتَقَدَهُ سَأَلَ عَنْهُ.
وَكَانَ أَرْحَمَهُمْ قَلْبًا،
يَتَجَوَّزُ فِى صَلَاتِهِ إِذَا سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ،
كَرَاهَةَ أَنْ يَشُقَّ عَلَي أُمِّهِ،
وَكَانَ أَلْيَنَهُمْ طَبْعًا،
إِذَا دَخَلَ إِلَي بَيْتِهِ اشْتَغَلَ
فِى مِهْنَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ.
وَكَانَ أَعْظَمَهُمْ صَبْرًا،
خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ و َالْحَجَرُ عَلَي بَطْنِهِ مِنَ الْجُوعِ،
فَمَا اشْتَكَي و َلَا تَضَجَّرَ،
وَكَانَ أَوْسَعَهُمْ عَفْوًا
وأَوْفَرَهُمْ حِلْمًا،
قَاتَلَهُ أَعْدَاؤُهُ و َأَدْمَوْهُ،
وَلَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ قَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».
هَذِهِ بَعْضُ أَخْلَاقِهِ السَّامِيَةِ،
وَآدَابِهِ الْعَالِيَةِ،
صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ،
وَلَنَا فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؛
فَبِهِ نَتَأَسَّي و َإِيَّاهُ نَتَّبِعُ،
وَعَلَي خُطَاهُ نَسِيرُ.
خطبة عن حسن الخلق
خطبة عن حسن الخُلق